للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ لعجَّل لكم بالعذاب (١)، كرَّر المنَّة بترك المعاجلة بالعقاب مع حذف الجواب مبالغةً في تعظيم الجريمة والتوبيخ لهم.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ حيث أظهر براءةَ المقذوف وأثابَ ﴿رَحِيمٌ﴾ بغفرانه جنايةَ القاذف إذا تاب، وهذا لأن الرأفةَ رقَّةُ الرحمة، وهي تناسب حالَ المقذوف.

* * *

(٢١) - ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا﴾ الاتِّباعُ: الاقتداءُ بالدَّاعي الذاهبِ في جهةٍ باقتفاء أَثَره في الذهاب في تلك الجهة، فالمتَّبَع في الحقيقة نفسُ الداعي لا أَثَرُه، وإنَّما أُضيف الاتِّباع هنا إلى الأثَر تنزيلًا له منزلةَ الداعي مبالغةً.

﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ أريد بخُطُوات الشيطان تعدِّيه حدودَ اللّه تعالى بالوسوسة وتجاوزُه عنها.

﴿وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ حذف جزاؤه لظهوره، وأُقيم علَّته مقامَه.

﴿فَإِنَّهُ يَأْمُرُ﴾ تعليل للجزاء المحذوف، والجملة الشرطية قائمةٌ مقام تعليل النهي.

﴿بِالْفَحْشَاءِ﴾: ما أفرط قُبْحُه ﴿وَالْمُنْكَر﴾: ما أنكره الشرعُ في الجملة، فهو تعميمٌ بعد التخصيص، وفائدته التنبيه بتقديم الخاصِّ على اختصاصه بزيادة الاعتناء في شأنه من جهة الأمر.


(١) في (ف) و (ك): "لعجل العذاب".