للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَعْمَلُونَ﴾ عند ذلك ﴿أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ الثابتُ بذاته، الظاهرُ ألوهيتُه، لا يُشاركه في ذلك غيُره، لارتفاع الشكوك وحصولِ العلم الضروريِّ.

ولم يغلِّظ اللّهُ تعالى في القرآن في شيءٍ من المعاصي تغليظَه في إفكِ عائشةَ ، فأَوجز في ذلك وأَشبع، وفصَّل وأَجمل، وأكَّد وكرَّر، وما ذلك إلَّا الإِصْر (١).

* * *

(٢٦) - ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.

﴿الْخَبِيثَاتُ﴾ من القول والعمل ﴿لِلْخَبِيثِينَ﴾ من الرجال، وعلى هذا بقيَّته.

وقيل: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، وكذا بقيَّته.

﴿وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾ وفيه تنزيهُ عائشة لِمَا أنها زوجةُ الرسول ، فهي طيِّبةٌ لزوجٍ طيِّبٍ، وامرأةُ المنافق القاذفِ خبيثة لزوجٍ خبيثٍ.

﴿أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾، أي: فيهم، و ﴿أُولَئِكَ﴾ إشارةٌ إلى الطيبين وأَنَّهم مبرَّؤون ممَّا يقول الخبيثون مِن خبيثات الكَلِم، وهو كلامٌ جارٍ مجرى المَثَل لعائشةَ وما رُميَت من قولٍ لا يُطابِق حالها في النزاهة والطِّيب.

ويجوز أن يكون ﴿أُولَئِكَ﴾ إشارةً إلى أهل البيت، وأنَّهم مبرَّؤون ممَّا يقول أهلُ الإفك.


(١) في (ع): "إلا الأمر"، وفي (ي): "إلا لأمر"