للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ إنَّما قدّم غضّ الأبصار على حفظ الفروج؛ لأن النظرَ بريدُ الزنى ورائدُ الفجور، وبذرُ الهوى طموحُ العين.

﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ الزِّيْنة: ما تزيَّنت به المرأةُ من حُلِيٍّ أو كُحْلٍ أو خضابٍ، والمنهيُّ (١) إظهارُ مواضعِ الزينة، إذ إظهارُ عينِها (٢) مباحٌ، فالمراد بها مواضعها مجازًا، أو إظهارها وهي في مواضعها لا إظهار أعيانها.

﴿إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ أي: بلا إظهار منهنَّ، كما إذا هبَّت الريحُ وكشفت عنها الستر، والاستثناء عن الحكم الثابت بطريق الإشارة، وهو الاستحقاق بالمؤاخَذة في دار الجزاء بسبب ظهورها، وقد مرَّ وجه هذا النوع من الاستثناء في تفسير قوله: ﴿إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [النساء: ٢٣].

وما ظهر بإظهارٍ منهنَّ ضرورةً - كالمعالجة وتحمُّل الشهادة ونحوِ ذلك - في حُكم ما ظهر بلا إظهارٍ منهنَّ، وأمَّا جريان المعادة والجِبِلَّةِ على ظهوره، فلا يَصلح وجهًا للاستثناء المذكور.

﴿وَلْيَضْرِبْنَ﴾: ولْيَضعنَ، من قولك: ضَربتُ بيدي على الحائط، إذا وضعتَها عليه.

﴿بِخُمُرِهِنَّ﴾: جمع خِمارٍ ﴿عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ كانت جيوبهنَّ واسعةً تَبدو منها صدورهنَّ وما حواليها، وكنَّ يَسدُلنَ الخُمُرَ من ورائهنَّ فتبنى مكشوفة، فأُمِرن أن يَسدُلْنها من قُدَّامهنَّ حتى يغطينها.


(١) في (م): "والنهي عن".
(٢) في (ك): "غيرها". والمراد بـ "عينها": عين الزينة، يعني: حين لا تكون على المرأة.