للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ﴾ تقريبًا إلى أفهامهم وتسهيلًا لسبيل الإدراك.

﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ فيبيِّن كلَّ شيء بما حقُّه أن يُبيَّن به.

* * *

(٣٦) - ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾.

﴿فِي بُيُوتٍ﴾ متعلِّق بـ (مشكاة)؛ أي: كمشكاةٍ في بعضِ بيوتِ الله تعالى وهي المساجد.

أو: بـ ﴿توقد﴾ أي: توقد في بُيوتٍ، فيكون تقييدًا للمُمَثَّل (١) به بما يكون تحبيرًا (٢) ومبالغةً، فإن قناديل المساجد تكون أعظمَ، ولا ينافي جمعُ البيوت وحدةَ المشكاة؛ إذ المراد بها ما له هذا الوصف بلا اعتبارِ وحدةٍ ولا كثرةٍ.

أو: بـ ﴿يُسَبِّحُ﴾؛ أي: يُسبِّح له رجالٌ في بيوت، وفيها تكرير فيه توكيد، نحو: زيدٌ في الدار جالسٌ فيها.


(١) في (ك): "للمثل للممثل". وفي (م): "للمثل للمثل"، والمثبت من باقي النسخ، وهو الصواب والموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٤/ ١٠٨) والكلام منه.
(٢) كلمة "تحبيرا" من (ي)، وتحرفت في باقي النسخ إلى ألفاظ غير واضحة، وفي هامش (ك): "التحبير التزيين". وقد جاءت مع الكلمة اللاحقة في نسخ البيضاوي على وجوه، أحدها المثبت، والثاني: (لخير أو مبالغة). قال الشهاب: قوله: (بما يكون لخير) باللام والخاء المعجمة والراء المهملة في نسخة صحيحة؛ أي: قيده بما يكون معدًّا للخير وهو الطاعة والعبادة؛ لمناسبته للممثل له وهو الهداية ونحوها، وضبطه بعضهم كما في بعض النسخ: (تحبيرًا) بالحاء والراء المهملتين والباء الموحدة، يعني: تزيينًا وتحسينًا، ولا مدخل له في التمثيل، وفي أخرى: (تحيرا) و (كحيز) بمعنى محل ومقر بالمعجمة، وزاد الكاف لأنها معلقة فيه فليس حيزًا حقيقيًا لها كما قيل، وهو تكلف، قوله: (أو مبالغة فيه) وفي نسخة: (ومبالغة) بالواو، ووجه المبالغة كونها أضوءَ وأكبر، وعلى هذه النسخة يكون عطفه على ما قبله كالتفسير له ليكون له مدخل في التمثيل.