للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَعْبُدُونَنِي﴾ حالٌ من ﴿الَّذِينَ﴾ لتقييد الوعد بالثبات على التوحيد، أو استئنافٌ ببيان المقتضي للاستخلاف والأمن.

﴿لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ حالٌ من (الواو)؛ أي: يعبدونني غيرَ مشركين، ويجوز أن يكون حالًا بدلًا من الحالِ الأولى.

﴿وَمَنْ كَفَرَ﴾: ومَن ارتدَّ أو كفر هذه النعمةَ ﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾: بعد الوعد، أو بعد حصول الخلافة.

﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾: الكاملون في فسقهم، حيث كفروا بعد وضوح مثل هذه الآيات، أو كفروا بتلك النعمةِ العظيمة.

* * *

(٥٦) -) ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.

﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ في سائر التكاليف الشرعيَّة بالأوامر والنواهي.

ولا يَبعد عطف ذلك على ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ﴾ فإنَّ الفاصلَ وعدٌ على المأمورِ به، فيكون تكريرُ الأمر بطاعة الرسول للتأكيد وتعليق الرحمة به أو بالمندرجة هي فيه بقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ كما علِّق به الهدى.

* * *

(٥٧) - ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.

﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ﴾؛ أي: فائتينَ اللهَ تعالى، بأنْ لا يَقدر عليهم فيها، فالتاء خطابٌ للنبيّ وهو الفاعل، والمفعولان ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ﴾.