للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعني (١): كما يبيِّنُ لكم علَّة الاستئذان يبيِّنُ العللَ في غيره من الأحكام التعليلية عند الحاجة إليه.

﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ بمصالح عبادِه ﴿حَكِيمٌ﴾ في بيان مرادِه.

* * *

(٥٩) - ﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ﴾ من الأحرار دون المماليك ﴿الْحُلُمَ﴾: الاحتلامَ، كناية عن بلوغهم حدَّ الرجوليَّة؛ أي: إذا بلغوا وأرادوا الدخولَ عليكم.

﴿فَلْيَسْتَأْذِنُوا﴾ في جميع الأوقات ﴿كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾؛ أي: الذين بلغوا الحُلُم مِن قبلهم، وهم الكبار من الأحرار، والذين ذُكروا مِن قبلهم في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾ الآية، والمعنى: أن الأطفال مأذونٌ لهم في الدخول بغير إذنٍ إلَّا في العورات الثلاث، فإذا اعتاد الأطفالُ ذلك ثم بلغوا بالاحتلام أو بالسِّنِّ، وجب أن يُفطَموا عن تلك العادة، ويُحمَلوا على أن يَستأذنوا في جميع الأوقات كالكبار من الأحرار الذين لم يَعتادوا الدخولَ عليكم إلا بالإذن.

﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ كرَّره تأكيدًا ومبالغةً في الأمر بالاستئذان.

* * *


(١) "يعني" سقط من (م).