للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣) - ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾.

﴿وَاتَّخَذُوا﴾ الضمير للكافرين؛ لدلالة ﴿نَذِيرًا﴾ عليهم.

﴿مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾ لمَّا تضَّمن الكلامُ إثباتَ التوحيد والنبوَّة، أَخذَ في الرَّدِّ على المخالفين فيها:

﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ وصف آلهتهم بما يدلُّ على أنَّها لا تَستحقُّ العبادةَ؛ أي: لا يَقدرون على الخَلْق ومع ذلك هم مخلوقون، وإنَّما قال: ﴿يُخْلَقُونَ﴾ إظهارًا لتجدُّد حدوثها، وفيه وجهٌ آخرُ لعدم استحقاقها العبادة.

﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ مِلْكُهما كنايةٌ عن القُدرة على التصرُّف فيهما بالدَّفْع والجَلْب، فلا حاجةَ إلى تقديرِ مضاف، وتقديم الضَّرِّ لأنَّ دفعَه أهمُّ من جَلب النفع، وإنَّما قال: ﴿لِأَنْفُسِهِمْ﴾ إظهارًا لغاية عجزهم، فإنَّ مَن لا يقدر على ذلك في حقِّ نفسِه لا يَقدر عليه في حقِّ غيره، بدون العكس.

﴿وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا﴾ قدَّمه على الحياة على عكس ترتيب الوجود؛ لتقديم الضَّرِّ على النفع.

﴿وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾ أراد به الإحياءَ بعد الموت؛ أي: إنَّهم بمعزلٍ عن الألوهية؛ لعرائهم عن لوازمها واتِّصافهم بما ينافيها، وجعلها كالعقلاء لزعم عابديها.

* * *

(٤) - ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا﴾.