﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ والسِّرُّ: إخفاءُ المعنى في القلب، والمراد: ما في السماوات والأرض مِن خفايا الأحوال (١)، يعني أنَّ في القرآن إخبارًا عمَّا لا يَعلمه إلَّا اللهُ تعالى من الجنَّة والنار وما فيهما، ولا تعرُّض لهما في التوراة والإنجيل، ولو كان مأخوذًا من اليهود أو النصارى لم يَزد على ما فيها، وأيضًا فيه إخبارٌ عن الحوادث السماوَّية والأرضيَّة قبل حدوثها، وليس فيها احتمال الأخذ من كتب المتقدِّمين.
﴿إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ ساترًا للذُّنوب ومؤخِّرًا للانتقام ﴿رَحِيمًا﴾ بالإمهالِ وعدمِ الاستعجال وإدرارِ الإنعام؛ ليتوب بعضهم ويرجعَ عن الإصرار، وَيخرج من أصلاب المصِّرين أصحابُ الاعتبار والاختبار، وزيادة ﴿كَانَ﴾ لإفادة الدلالة على العادة.
﴿وَقَالُوا مَالِ﴾ وقعت اللامُ في المصحف مفصولةً عن الهاء، وخَطُّ المصحفِ سُنّةٌ لا يغيَّر ﴿هَذَا الرَّسُولِ﴾: ما لهذا الذي يَزعم أنَّه رسولٌ، وفيه استهانة وتهكُّم.