﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ﴾ الرجاء: ترقُّب الخير الذي يقوَى في النفس وقوعه، وبهذا القيد الأخير يفارق الأمل.
﴿لِقَاءَنَا﴾ بالخير؛ لكفرهم بالبعث، أو: لا يخافون عقابنا؛ إما لأنَّ الراجيَ قلق فيما يرجوه، كالخائف، أو لأنَّ الرجاء في لغةِ تِهامة الخوفُ.
واللقاءُ: المصيرُ إلى الشيء من غير حائل، ولهذا صحَّ لقاءُ الجزاء؛ لأن العباد يصيرون إليه في الآخرة، وعلى هذا يصحُّ أن يقال: لا بدَّ مِن لقاء الله تعالى.
﴿لَوْلَا﴾: هلَّا ﴿أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ﴾ رسلًا دون البشر، أو شهوداً على نبوَّته ﵇ ودعوى رسالته.
﴿لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ﴾؛ أي: في شأنها، حتى أرادوا لها ما يتفق للأفراد من الأنبياء - الذين هم أكملُ خلقِ الله تعالى في أكملِ أوقاتها - وما هو أعظمُ من ذلك (١).
﴿وَعَتَوْا﴾ العتوُّ: الخروج إلى أفحشِ الظلم ﴿عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ بالغاً أقصى مراتبه؛ حيث عاينوا المعجزاتِ الباهرةَ فأَعرضوا عنها، واقترحوا لأنفسِهم الخبيثةِ ما
(١) قوله: "للأفراد من الأنبياء … "، المراد بالأفراد: عظماؤهم، و (أكمل أوقاتها) هو الوحي بالملائكة لا بإلهام ومنام ونحوه، أو المراد به رؤية الملك جهارًا معايَنًا على صورته؛ لأنَّه هو الذي اقترحوه، وضمير (أوقاتها) للأفراد، وأنثه لظاهر الجمع، ولو قال: أوقاتهم، كان أظهر، ويمكن أن يقال: الضمير للنبوة المفهوم منه، و (ما هو أعظم) رؤية الله عيانًا. انظر: "حاشية الشهاب" (٦/ ٤١٦).