للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مُلْكَه تعالى، فهو الخبر، و ﴿لِلرَّحْمَنِ﴾ صلته أو تبيينٌ، و ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ معمولُ ﴿الْمُلْكُ﴾ لا ﴿الْحَقُّ﴾؛ لأنَّه متأخِّر، أو صفةٌ والخبر ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ أو ﴿لِلرَّحْمَنِ﴾.

﴿وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾: شديداً؛ لِمَا يَنالهم من الأهوال والتشديد في السؤال، ثم الخزيِ والنكال، ثم النارِ والأغلال، ويُفهَم منه يُسْرُه على المؤمنين، وفي الحديث: "يهون يوم القيامة على المؤمنين حتى يكون عليهم أخفَّ من صلاةٍ مكتوبةٍ صلَّوها في الدنيا" (١).

* * *

(٢٧) - ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾.

﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ مِن فرط الحسرة، وعضُّ اليدين كنايةٌ عن الغيظ والحسرة؛ لأنَّه من روادفهما، ولإفادة الدلالة على استمرارِ تلك الحال ضمِّن الفعلُ المذكور معنى الاستقرار، فعدَّاه بـ ﴿عَلَى﴾، والمراد بالظالم الجنس، وقيل: عُقْبَة بنُ أبي مُعَيْط.

﴿يَقُولُ﴾ جملة في محلِّ النصب على الحال: ﴿يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ﴾ في الدنيا ﴿مَعَ الرَّسُولِ﴾ تابعاً له ﴿سَبِيلًا﴾ هَداهُ الله إليه، وتنكيره للإشعار بكمال الاتِّباع.

* * *

(٢٨) - ﴿يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾.

﴿يَاوَيْلَتَى﴾ وقرئ بالياء (٢)، وهو الأصل؛ لأنَّ الرجلَ ينادي ويلته، وهي هَلَكتُه، يقول لها: تعالي فهذا أوانُك.


(١) رواه بنحوه الإمام أحمد في "المسند" (١١٧١٧) من حديث أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وحسَّن إسناده الحافظ في "الفتح" (١١/ ٤٤٨).
(٢) نسبت للحسن وابن قطيب. انظر: "مختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٠٤).