﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ جعلَ الإبصار للنَّهار - وهو لأهله - للمبالغة فيه بجعلِ الإبصار حالًا مِن أحوال المجعول، بحيث لا ينفكُّ عنها، وهذا من باب ما حُذِفَ مِن أحد المتقابلَيْن ما أثبِتَ في الآخر، فالتَّقدير: جعلنا اللَّيل مظلمًا لتسكنوا فيه والنَّهار مبصرًا لتتصرَّفوا فيه.
ومَن غفل عن هذا قال: والتقابل مراعًى مِن حيث المعنى؛ لأنَّ ﴿مُبْصِرًا﴾ بمعنى (١): ليُبصروا فيه طُرُقَ التَّقلُّب في المكاسب.