للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ﴾ ولدلالتها على الأمور الثَّلاثة؛ لأنَّ المعنى: ألم يعلموا أنَّا جعلنا اللَّيل والنَّهار قِوامًا لمعاشهم في الدُّنيا؛ ليعلموا (١) أنَّ ذلك لم يُجعَلْ عبثًا، بل محنة وابتلاءً، ولا بدَّ عندَ ذلك من ثوابٍ وعقابٍ، فإذا لم يكونا في هذه الدَّار فلا بُدَّ مِن دارٍ أخرى للثَّواب والعِقابِ.

﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ خُصُّوا بتلك الآيات لاختصاصِ الانتفاعِ بها بهم.

* * *

(٨٧) - ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾.

﴿وَيَوْمَ﴾: واذكر يومَ ﴿يُنْفَخُ فِي الصُّورِ﴾: هو قرنٌ، والنَّافخُ إسرافيل ، روى أبو هريرة أنَّه يَنفخُ ثلاثَ نفخاتٍ: الأولى نفخة الفزع، ثم بعده بأربعين يومًا نفخة الصَّعق (٢).


(١) في (ك): "لعلموا".
(٢) رواه إسحاق بن راهويه (١٠)، والطبري في "تفسيره" (٨/ ١٣٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٢٨) وهو جزء من حديث طويل. قال ابن كثير في "تفسيره" عند تفسير هذه الآية: (هذا حديث مشهور وهو غريب جدًّا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة وفي بعض ألفاظه نكارة. تفرد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد اختلف فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة … وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتها في جزء على حدة. وأما سياقه، فغريب جدا، ويقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقا واحدا، فأنكر عليه بسبب ذلك).
قلت: والذي في الصحيحين عن أبي هريرة أنهما نفختان بينهما أربعون، دون تعيين التمييز، رواه البخاري (٤٨١٤)، ومسلم (٢٩٥٥). ولم يرد في التعيين خبر يحتج به.