للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فما قِيلَ: إنَّه تمثيل لانبعاث الموتى بانبعاث الجيش إذا نُفِخَ في البوق؛ ليس بذاكَ.

﴿فَفَزِعَ﴾ الفَزَعُ والجَزَعُ أخوان، لكنَّ الفَزَع ما يعتري من الشَّيء المخيف، والجَزَعَ ما يعتري من الشَّيء المؤلم.

﴿مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ مِن الهول، وعبَّرَ عنه بالماضي للإشعارِ بصحَّة وقوعِه وأنَّه كائنٌ لا محالة، ولا حاجة إلى هذا الإشعار في الأوَّل لأنَّه منشأ الفَزَعِ، فالقَطْعُ بوقوعِ هذا يقتضي القَطْعَ بوقوعِ ذلك.

﴿إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ أنَّه (١) لا يفزَع (٢)، بأنْ ثبَّتَ اللهُ قلبَه، قالوا: هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، وقيل وقيل (٣).

﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ﴾: حاضرون الموقف بعد النَّفخة الثَّانية، أو راجعون إلى أمرِه.

﴿دَاخِرِينَ﴾: صاغِريْنَ.

* * *

(٨٨) - ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾.

﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا﴾ حالٌ مِن المخاطَب.

﴿جَامِدَةً﴾: واقفةً ممسكةً (٤) عن الحركةِ، مِن جمدَ في مكانِه: إذا لم يبرحْ.


(١) في (ف) و (ي) و (ع) و (م): "لأنَّه".
(٢) في (م): "يقرع".
(٣) " وقيل" زيادة من (ك) و (ي) و (م).
(٤) في (ف) و (ك) و (م) زيادة: "في مكانِه". والمثبت من (ع) و (ي)، و"تفسير النسفي" (٢/ ٦٢٣)،=