للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقالت: إنَّما أردتُ: وهم للمَلِك ناصحونَ، فأمرها فرعونُ بأن تأتيَ بمَن يكفله، فأَتَت بأمِّها وموسى على يدِ فرعونَ يبكي وهو يعلِّله، فلمَّا وجد ريحَ أمِّه استأنسَ والتَقَمَ ثديَها، فقال لها: مَن أنتِ منه، فقد أَبَى كلَّ ثديٍ إلَّا ثديك. قالت: إنِّي امرأةٌ طيِّبةُ الرِّيح طيِّبةُ اللَّبنِ، ما أُوتَى بصبيٍّ إلَّا قبِلني. فدفعه إليها وأَجرى عليها، فرجعت به إلى بيتها مِن يومها وهو قوله:

(١٣) - ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾ بالمُقام معه ﴿وَلَا تَحْزَنَ﴾ بفراقه ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ عِلْمَ مشاهدةٍ ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أنَّ موعدَه حقٌّ فيرتابون فيه، فيشبه التعريضَ بما فرَط منها حين سمعت بخبرِ موسى.

* * *

(١٤) - ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾: مبلغَه الذي لا يزيد عليه نشؤه، وذلك يختلف باختلاف الأعصار والأقاليم.

﴿وَاسْتَوَى﴾: واعتدلَ وتمَّ استحكامُه.

﴿آتَيْنَاهُ حُكْمًا﴾: حكمةً ﴿وَعِلْمًا﴾: فقهًا في الدين قبل أن يُبعَث نبيًّا.

﴿وَكَذَلِكَ﴾: ومثلَ ذلك الذي فعلنا بموسى وأمِّه ﴿نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ على إحسانهم.

* * *