للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأراد بمظاهرة المجرمين: صحبتُه فرعونَ وانتظامُه في جملته وتكثيرُ سواده، حيثما كان يركب بركوبه كالولد مع الوالد.

وقيل: أراد: أن لا أُعِينَ بعد هذا سِبطيًّا، وكان يومئذ السِّبط كفَّارًا، ومعنى ﴿مِنْ شِيعَتِهِ﴾: مِن فرقته المتعصِّبة له نَسَبًا لا دِينًا، قال ابنُ عباس: فلم يَستثن - أي: لم يقل: إن شاء الله - فابتلي ثانيًا (١).

* * *

(١٨) - ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾.

﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا﴾ مِن قتل القبطيِّ ﴿يَتَرَقَّبُ﴾؛ أي: ينتظر ما يَحدث بعده.

﴿فَإِذَا الَّذِي﴾ (إذا) للمفاجأة، وما بعده مبتدأ ﴿اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ﴾ يصيحه مِن بعيد مستغيثًا من قبطيٍّ آخَرَ.

﴿قَالَ لَهُ مُوسَى﴾؛ أي: لذلك السِّبطيِّ: ﴿إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾ بيِّن الغواية؛ لأَنَّك تُشارُّ مَن لا تطيقه.

وقيل: لأنك تسبَّبت لقَتْل رجلٍ وتقاتلُ آخَرَ.

* * *

(١٩) - ﴿فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ﴾.

ولا يناسبه: ﴿فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ﴾ لأنَّ تذكُّر موسى تسبُّبه


(١) انظر: "الكشاف" (٣/ ٢٩٨).