للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ بدل من الشاطئ بدل الاشتمال؛ لأنها كانت نابتةً على الشاطئ.

﴿أَنْ يَامُوسَى﴾ (أنْ) مفسِّرة أو مخفَّفة من الثقيلة.

﴿إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ هذا يوافق ما في سورة طه والنمل في المقصود، وإن خالفه في اللفظ، لمَّا دَنَا من النار شملته أنوارُ القُدس وأحاطت به جلابيبُ الأُنس، فخاطب بألطفِ خطابٍ، واستدعى منه أحسنَ جواب، فصار بذلك مكلَّمًا شريفًا أُعطيَ ما سأل، وأَمِنَ ممَّا خاف منه (١).

* * *

(٣١) - ﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾.

﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ﴾: ونُودي أنْ ألقِ عصاك، فأَلقاها فقلبها اللّهُ تعالى ثعبانًا.

﴿فَلَمَّا رَآهَا﴾ الفاء فصيحة ﴿تَهْتَزُّ﴾ الاهتزازُ: شدَّة الاضطراب في الحركة ﴿كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾ مرَّ تفسيره.

﴿يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾ عن المخاوف.

* * *

(٣٢) - ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾.

﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾ قال في سورة النمل: ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾ [الآية: ١٢] عطفًا على قوله: ﴿أَلْقِ﴾، وترك العطف هنا، كيلا يذهب الوهم إلى عطفه على ﴿أَقَبِلْ﴾.


(١) "منه" من (ي).