للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ مرَّ تفسيره.

﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ﴾ أريدَ بضمِّ الجناح إليه تجلُّدُه وضبطه نفسَه عند خروج يده بيضاءَ حتى لا يتحرَّز ولا يضطرب من الخوف، استعارةً من هيئة الطائر؛ فإنه إذا خاف نَشَرَ جناحيه وأَرخاهما، وإلَّا فجناحاه مضمومان إليه مشمَّران، فهذا القول هنا بمنزلة قوله: ﴿وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾ [القصص: ٣١]، فيما تقدَّم.

﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾: مِن أجل الرَّهب، جُعل الرَّهْبُ الذي كان يصيبه سببًا وعلَّة فيما أُمر به من ضمِّ جناحه إليه، والرهب: الخوف مع تحرُّز واضطراب.

﴿فَذَانِكَ﴾ مخفَّفًا مثنَّى (ذاك)، ومشدَّدًا مثنَّى (ذلك) (١)، وإحدى النونين عوض من اللام المحذوفة، والمراد: اليد والعصا.

﴿بُرْهَانَانِ﴾: حجَّتان نيِّرتان، وبُرْهان فُعْلانٌ؛ لقولهم: أَبْرَهَ الرجلُ، إذا جاء بالبُرهان، أو: مِن قولهم: بَرِهَ الرجلُ: إذا ابيضَّ، وقيل: فُعْلالٌ، من قولهم: بَرهَنَ.

﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ مرسلًا بهما ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ فكانوا أحقَّاء بأنْ يرسَل إليهم.

* * *

(٣٣) - ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾.

﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾ بها.

* * *


(١) بالتشديد قراءة أبي عمرو وابن كثير، وباقي السبعة بالتخفيف. انظر: "التيسير" (ص: ١٧١).