للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٧٩) - ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.

﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ﴾ معطوفٌ على محذوفٍ دلَّ عليه مساقُ الكلام مِن عدم تنصُّحه لِمَا قيل له، وإظهارِ أسباب البَطَر، فالفاء فصيحة.

﴿فِي زِينَتِهِ﴾ حالٌ مِن فاعل: (خرج)؛ أي: متزِّينًا.

﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ على سبيل الرغبة في اليسار: ﴿يَا﴾ للتنبيه ﴿يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ﴾. غِبْطةً، والغابط: هو الذي يتمنَّى مثلَ نِعَمِ صاحبِه مِن غيرِ أنْ يزولَ عنه ﴿إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ الحظُّ: الجدُّ وهو البَخْت والدولة.

* * *

(٨٠) - ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾.

﴿وَقَالَ﴾ لهم ﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ بأحوال الآخرة:

﴿وَيْلَكُمْ﴾ أصلُ: ويلك، دعاءٌ بالهلاك، ثم استُعمل في الزجر والرَّدع والبعث على ترك ما لا يُرتضى.

﴿ثَوَابُ اللَّهِ﴾ في الآخرة ﴿خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ ممَّا أوتي قارونُ، بل مِن الدُّنيا وما فيها، وفي حذف المفضَّل عليه تعظيمٌ للمفضَّل، كما في قوله: اللّهُ أكبرُ.

﴿وَلَا يُلَقَّاهَا﴾ أي: لا يلقَّى هذه الكلمةَ، وهي: ﴿ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ﴾ ﴿إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ على الطاعات وعن المعاصي.

* * *