للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولقد شَفَى نفسِي وأَبْرَأ سُقْمها … قولُ الفوارسِ وَيْكَ عنتر أَقْدِمِ (١)

وهذا الحذف للتخفيف لكثرة الاستعمال.

وأمَّا ما قيل: إنَّ (وي) للتعجُّب، و (كأنَّ) للتشبيه، ففيه: أنَّ التشبيه لا يناسب المقام.

﴿اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ﴾ بمقتضى مشيئته؛ لا لكرامة تقتضي البَسْط، ولا لهوانٍ يوجب القبض.

﴿لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا﴾ بصَرْف ما كنَّا تمنَّيناه بالأمسِ ﴿لَخَسَفَ بِنَا﴾ لتولِيده فينا ما ولَّده فيه (٢).

﴿وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ لنعمةِ اللّه، أو: المكذِّبون برسله وبما وَعَدوا لهم مِن ثواب الآخرة.

* * *

(٨٣) - ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ﴾: تعظيمٌ لها وتفخيمٌ لشأنها، كانه قال: تلك التي سمعتَ خبرها وبلغك وصفُها، والدار صفة، والخبر:

﴿نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾: غلبةً وقهرًا ﴿وَلَا فَسَادًا﴾ ظُلْمًا على الناس، لم يعلِّق الموعود بترك العلوِّ والفساد، ولكن بترك إرادتهما وميلِ القلوب


(١) البيت في "شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص: ١٥٢)، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي (ص:٢٤٩).
(٢) قوله: "لتوليده"، الضمير لقوله: "ما كنا تمنيناه". انظر: "حاشية القونوي" (١٤/ ٥٧٥).