للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِلَّا بِالَّتِي﴾: إلَّا بالخصلة التي ﴿هِيَ أَحْسَنُ﴾ كمعارضة الخشونةِ باللِّين، والغضب بالكَظْم، والمشامَتة بالنُّصح.

﴿إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ بالإفراطِ في الاعتداءِ والعِناد، فلم ينفعْ فيهم الرِّفقُ.

وقيل: معناه: ولا تجادلوا الدَّاخلين في الذِّمَّة إلَّا بالتي هي أحسنُ، إلَّا الذين ظلموا فنبذوا الذِّمَّة ومنعوا الجزية، ومجادلتُهم بالسَّيف.

﴿وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ﴾ مِن جِنس المجادلة بالأحسن، وعن النَّبيِّ : "لا تصدِّقوا أهلَ الكتابِ ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنَّا باللّهِ وكتبِه ورسلِه، فإن كان باطلًا لم تصدَّقوهم، وإنْ كان حقًّا لم تكذِّبوهم" (١).

﴿وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾: مطيعون له خاصَّة، وفية تعريضٌ باتِّخاذهم أحبارَهم ورهبانَهم أربابًا مِن دونِ اللّهِ.

* * *

(٤٧) - ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ﴾.

﴿وَكَذَلِكَ﴾: ومثْلَ ذلك الإنزالِ ﴿أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ مصدِّقًا لكتبهم بأنْ نزلَ على ما وُصِفَ فيها.

﴿فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ﴾ كعبد اللَّه بن سلام وأضرابه، تفريعٌ على نزول القرآن على ما وُصِفَ في كتابهم، وإنَّما قالَ: ﴿يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ دون: آمنوا به؛ لأنَّ منهم مَن لم يؤمن بعدُ.


(١) روى نحوه أبو داود (٣٦٤٤) من حديث أبي نملة الأنصاري ، وأصل الحديث عند البخاري (٤٤٨٥) من حديث أبي هريرة .