للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بما يتعيَّن طريقًا للخلاص عن الدَّرَكات إلى الوصول إلى الدَّرَجات، كأنَّه قيل: إذا صحَّ ووَضحَ عاقبةُ المُعرِضين عن عبادته وطاعته، والمقبلين إليها، فسبِّح اللهَ تسبيحًا دائمًا (١).

وقرئ: (حينًا تُمسون وحينًا تُصبحون) (٢)؛ أي: تُمسون فيه، وتُصبحون فيه.

(١٨) - ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾.

﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ للشواهد الناطقة فيهما باستحقاقِه الحمدَ ممَّن له تمييزٌ مِن أهلهما، ووجوبِه عليهم.

﴿وَعَشِيًّا﴾: إنَّما عدل هنا عن سَنَنِ نظائرها؛ لأنَّه لم يُصرَف مِن العشيِّ فِعْلٌ، لا يقال: أعشى، كما يقال: أَمسى وأَصبح وأَظهر.

﴿وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾: أمرٌ في صورة الإخبار؛ لكونه أكِّد بتنزيه اللهِ (٣) تعالى والثناءِ عليه في هذه الأوقات التي تَظهر فيها آياتُ قدرته، ويتجدَّد فيها نِعَمه، وإنَّما خصَّص التسبيح بطرفَي النهار لأنَّ آثارَ القدرة فيهما أظهرُ، والحمدَ بالعشيِّ والإظهارِ لأنَّ تجدُّد النِّعم فيها أظهرُ وأكثرُ وأبينُ، والعشيُّ: آخرُ النهار، مِن: عَشى العينِ، إذا نقصَ نورُها، والظهيرة وَسَطه.

ويجوز أن يكون ﴿وَعَشِيًّا﴾ معطوفًا على ﴿حِينَ تُمْسُونَ﴾، وقوله: ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ اعتراضٌ.


(١) في (ف): "ذاتيًا".
(٢) نسبت لعكرمة. انظر: "مختصر في شواذ القراءات" (ص: ١١٦).
(٣) في (ف): "تنزيهًا لله".