و ﴿ثُمَّ﴾ مستعارٌ لبُعد هذه الحالة مِن قيام السماوات والأرض بأمره، وهي خروج الموتى كلُّهم من الأرض دفعةً عند قوله: قوموا.
و (إذا) الأولى شرطيَّة، والثانيةُ للمفاجأة، وهي تقومُ مقامَ الفاء في جواب الشرط، ﴿مِنَ الْأَرْضِ﴾ متعلِّق بـ ﴿دَعَاكُمْ﴾ لابـ ﴿تَخْرُجُونَ﴾ لأنَّ ما بعد (إذا) لا يعمل فيما قبله.
﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ بعد هلاكهم.
﴿وَهُوَ﴾؛ أي: الإعادةُ، وتذكيرُه لمطابقةِ ﴿أَهْوَنُ﴾، أو على تأويل: أنْ يعيده.
﴿عَلَيْهِ﴾؛ أي: أَسهلُ عليه مِن الإنشاء بالنسبة إلى عقولكم، والقياسِ على أصولكم (١)، وإلَّا فجميع الممكناتِ بالنسبة إلى قدرته سواءٌ، والإعادةُ في نفسها عظيمةٌ، ولكنَّها هوِّنت بالقياس إلى الإنشاء، وإنَّما قدِّمت الصلة في قوله: ﴿هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ [مريم: ٩]؛ لقصد الاختصاص، ولا وجهَ له ها هنا، فلذلك أخِّرت.