للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٢) - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ الجمهور على أنه كان حكيمًا ولم يكن نبيًّا.

والحِكمَةُ: هي الكمالُ العلميُّ مع العمليِّ؛ أي: العلمُ بحقائِقِ الأشياء على ما هي عليه، والملَكَةُ التَّامَّةُ على الأفعال الفاضلة.

﴿أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ﴾ ﴿أَنِ﴾ هي المفسِّرة؛ لأنَّ إيتاء الحكمة في معنى القول، وإنَّما فسَّرَ اللهُ الحكمةَ بالشُّكر تنبيهًا على أنَّ الحكمةَ المعتدَّ بها هي المقتضيةُ للعمل الصَّالحِ والشُّكرِ لله تعالى والعبادة.

﴿وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾ لأنَّ نفعَه عائدٌ إليها، وهو دوامُ النِّعمةِ واستحقاقُ مزيدِها.

﴿وَمَنْ كَفَرَ﴾ حُذِفَ جزاؤُه، وهو: فإنَّما يكفُر على نفسه؛ أي (١): ضررُ كفرِه لا يتعدَّى عنها، لانفهامه بقرينةِ قرينه (٢)، وأقيم مقامَه تعليلُه، وهو قوله:

﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ﴾ عن الشُّكر؛ لا ينتفعُ بوجودِه، ولا يتضرَّرُ بعدمِه.

﴿حَمِيدٌ﴾ بذاتِه، حقيقٌ (٣) بأنْ يُحْمَدَ وإنْ لم يحمدْهُ أحدٌ، أو محمودٌ نطقَ بحمدِه جميعُ مخلوقاتِه بلسانِ الحالِ، وهو أنطقُ (٤) مِن لسانِ المقال.


(١) في (ك): "لأن".
(٢) "قرينه" سقط من "ف".
(٣) "حقيق" سقط من "ف".
(٤) في (ك): "أفصح".