للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٣) - ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.

﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ﴾ تصغيرُ إشفاقٍ.

﴿لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ﴾ قيل: كان كافرًا، فلم يزلْ به حتى أسلمَ. ومَن وقفَ على ﴿لَا تُشْرِكْ﴾ جعل ﴿بِاللَّهِ﴾ قسمًا.

﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ لأنَّه تسويةٌ بينَ مَن لا نعمةَ إلَّا منه، ومَن لا نعمةَ منه أصلًا.

(١٤) - ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ إلى قوله: ﴿تَعْمَلُونَ﴾ آيتان معترضتان في أثناء وصيَّة لقمان لابنه؛ تأكيدًا لِمَا فيها مِن النَّهي عن الشِّرك، وذِكرُ الوالدَيْن استطرادٌ، كأنَّه قال: ووصَّيْنا (١) بمثل ما وصَّى به، حتَّى إنَّ الوالدَيْن اللَّذَيْنِ وصَّيْنا بتعظيمِهما وبرِّهما وطاعتِهما وجعلناهما تِلْوَ الباري في وجوبِ الشُّكرِ والطَّاعة لهما إنْ أَمَرا بالشِّركِ لم تجزْ طاعتُهما وتقليدُهما فيه، مع وجوبِ مصاحبَتِهما في الدُّنيا بالمعروف، فما ظنُّكَ بغيرِهما؟!

﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ﴾ لَمَّا وصَّى بالوالدَيْن أكَّدَ الوصية في حقِّ الأمِّ خصوصًا بذكر مصاحبتها الحملَ والفِصالَ، وما تكابدُه مِن المشاقِّ والمتاعب فيهما (٢)،


(١) في (ف) و (م): "ووصيناه".
(٢) في (ف) و (م)، و (ي) و (ع): "فيها".