للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَأْتِ بِهَا اللَّهُ﴾: يُحضرُها يومَ القيامةِ، فيحاِسبُ بها عاملَها.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ﴾: يَنفذ علمُه في البواطن فيصِلُ إلى كلِّ خفيٍّ ﴿خَبِيرٌ﴾ بكُنْهِهِ.

وعن قتادة: ﴿لَطِيفٌ﴾ باستخراجها، ﴿خَبِيرٌ﴾ بمستقرِّها (١).

* * *

(١٧) - ﴿يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾.

﴿يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ تكميلًا لنفسِكَ.

﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ تكميلًا لغيرِكَ.

﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾ مِن الشَّدائد، لا سيَّما في ذلك.

﴿إِنَّ ذَلِكَ﴾ إشارةٌ إلى الصَّبر، أو إلى ما كُلِّفَ به.

﴿مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾: ممَّا (٢) عزَمَهُ الله تعالى مِن الأمور؛ أي: قطعه قطعَ إيجابٍ وإلزامٍ، مصدرٌ أُطلِقَ للمفعول، ويجوز أن يكون بمعنى الفاعل مِن قوله: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ﴾ [محمد: ٢١]؛ أي: جَدَّ، والمعنى: مِن عازماتِ الأمورِ.

* * *

(١٨) - ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾.

﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ﴾ (٣): ولا تَلْوِ صَفحةَ وجهكَ (٤) كما يفعلهْ المتكبِّرون، مِن الصَّعَرِ، وهو داء يصيب البعير فيلوي عنقه منه.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٥٥٧).
(٢) في (ف): "أي ما"، وفي (م): "ما".
(٣) في (م): "تصاعر"، وهي قراءة نافع وأبي عمرو وحمزة والكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ١٧٦).
(٤) في (ك): "خدك"، وسقطت من (ف).