للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لِلنَّاسِ﴾ لم يقل: عن الناس؛ لأنَّ المنهيَّ ما يكون تصغيرًا (١) للنَّاس وتحقيرًا لهم، لا الميل عنهم مطلقًا، فإنَّه إذا كان لأمرٍ آخرَ لا يكون منهيًّا.

﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ﴾ مصدرٌ في موضع الحال، بمعنى: مَرِحًا، أو مصدرٌ محذوفُ الفعلِ؛ أي: تمرحُ مرَحًا، أو مفعولٌ له؛ أي: للمرح؛ يعني: لأجل البَطَرِ والبَطالة (٢)، لا لغرضٍ صحيحٍ دينيٍّ أو دنيويٍّ.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ علةٌ للنَّهيِّ.

وتأخيرُ الفَخور وهو في مقابلةِ المقدَّم مِن المنهيَّين، وكذا الإتيانُ بصيغة المبالَغة؛ لتَوافُقِ رؤوس الآي، وإنَّما لم يقل: وفخور، حتَّى تكون المحبَّة مسلوبةً عن كلٍّ منهما أصالةً، للتَّنبيه على أنَّ الدَّخْل (٣) في الجملة في عدم محبوبيته تعالى كافٍ في الانتهاء عنه، ومن هنا ظهرَ الوجه للعدول عن إثبات البغض إلى سلبِ المحبَّة، ثمَّ إنَّ سلْبَ (٤) النَّفي داخل على أداة السُّور (٥) لفظًا وهي داخلة عليه معنًى؛ أي: لا يحبُّ واحدًا منهم.

والاختيالُ: مشيةُ المتكبِّر (٦).

والفخرُ: ذِكْرُ المناقب للتَّطاولِ بها على السَّامع.

* * *


(١) في (ك): "تصعيرًا"، وسقطت من (ف).
(٢) في (ف) و (ك) و (م): "والبطارة".
(٣) في "ع": "الداخل".
(٤) "سلب" سقط من (ي) و (ع).
(٥) في (ك): "السوء".
(٦) في (ف): "التكبر".