للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٩) - ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾.

﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾: واعدل فيه؛ أي: توسَّطه بينَ الإسراع والدَّبيب؛ يعني: لا تَثِبْ وثوبَ الشُّطَّارِ، ولا تَدبَّ دبيبَ المتماوتين، قال النَّبيُّ : "سرعةُ المشي تُذهِبُ بَهاءَ المؤمن" (١).

وأما قول عائشة في عمر : كان إذا مشى أسرع (٢)، فإنَّما أرادَتِ السُّرعة المرتفعة عن دبيبِ المتماوت.

وقرئ بقطع الهمزة (٣)، مِن أَقْصَدَ الرَّامي (٤): إذا سدَّد (٥) سهمه نحو الرَّميَّة.

﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾: وانقصْ منه وأَقصرْ، ويجوز أن يكون الغضُّ في الصَّوتِ مستعارًا من غضِّ البصر فإنَّه خفضٌ.


(١) رواه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢٩٠) من حديث أبي هريرة، وإسناده ضعيف جدًا، وروي من طرق أخرى عن أبي هريرة ومن حديث ابن عمر وأبي سعيد وأسانيدها ضعيفة جدًا، وقد فصلنا طرقه ورواياته في تحقيقنا لـ"روح المعاني" (٢١/ ٦٥). وانظر: "الكافي الشاف" (ص:١٣٠).
(٢) كذا ذكره الزمخشري في "الكشاف" (٣/ ٤٩٨)، وابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٣٧٠)، عن عائشة . ورواه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ٢٩٠) عن الشفاء بنت عبد الله.
وروي من فعل النبي ، رواه ابن سعد في "الطبقات " (١/ ٣٧٩) عن يزيد بن مرثد مرسلًا.
وصح عنه ما رواه الترمذي (٣٦٣٧) من حديث علي بلفظ: (كأنما ينحدر من صبب). قال الترمذي: حسن صحيح.
(٣) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١١٧).
(٤) في (ف) و (م): "الرمي".
(٥) في (ف): "صوب"، وفي (م): "سد".