﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ﴾: النصر، أو الفصل بالحكومة، من قوله: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ [النبأ: ١٩] لا من قوله: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا﴾ [الأعراف: ٨٩]، فإن إطلاق يوم الفتح على يوم القيامة لانفتاح أبواب السماء حينئذ، لا لانتصار المسلمين على الكفار.
﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ يومُ الفتح: يومُ القيامة لأنَّه يُفتح فيه بين المؤمنين وبين أعدائهم ويُنصرون عليهم.
وقيل: هو يومُ بدر، أو يومُ فتح مكة، والمراد بالذين كفروا: المقتولون في أحد اليومين، فإنه لا ينفعهم إيمانهم حالَ القتل ولا يُمهَلون.
وتطبيق الجواب على سؤالهم من حيث المعنى؛ لأن غرضهم من الاستفهام لم يكن طلبَ تعيين الوقت بل الاستعجال، كأنه قيل: لا تستعجلوا به فإنه إذا جاء لا ينفعكم الإيمان إن آمنتم ولا تُنظَرون إن استَنظَرتُم، و ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من باب وضع الظاهرِ موضع المضمَر للتسجيل عليهم بالكفر، وأن الكفر المستمرَّ إلى وقت العذاب هو الذي يُوجِب عدم نفعِ الإيمان وينفي (١) الإنظار.