للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ﴾ يعني: أهل مكة يمرُّون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ﴾ قد سبق في تفسير سورة الروم وجهُ توصيف القوم بالسمع وكان الظاهر توصيفُهم بالإبصار.

* * *

(٢٧) - ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾.

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾ الواو لعطف الاستفهام على نظيره، وتأخيرُه عن أداتها لصدارتها.

﴿أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ﴾؛ أي (١): التي جُرز نباتها؛ أي: قُطع؛ إما لعدم الماء، أو لأنَّه أُزيل أو رُعي، ولا يقال للَّتي لا تُنبت كالسباخ: جُرُزٌ، بدليل قوله:

﴿فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا﴾ وقيل: اسمُ موضع في اليمن.

﴿تَأْكُلُ مِنْهُ﴾ " أي: من الزرع ﴿أَنْعَامُهُمْ﴾ من عَصْفِه وتِبْنِه ﴿وَأَنْفُسُهُمْ﴾ من حبِّه وثمره، قدِّم أَكلُها على أَكلهم لأن ما تأكله من الورق والقَصيل (٢) يحصل مقدَّمًا.

﴿أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾ فيستدلون به على كمالِ فضله وقدرته.

* * *


= (ص: ١١٨)، و"الكشاف" (٣/ ٥١٦)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ٣٦٥).
(١) "أي "من (ف) و (ك).
(٢) القصيل: ما اقتُصل من الزرع أخضر. انظر: "القاموس" (مادة: قصل).