للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولقدْ ثبَتَ طلحةُ مع رسولِ اللهِ يومَ أُحِدٍ حتَى أصيبَتْ يدُه، فقال رسول الله : "أوجَبَ طلحةُ" (١)؛ أي: الجنَّة.

﴿تَبْدِيلًا﴾: شيئًا مِن التَّبديل، تعريضًا لِمَن بَدَّلَ مِن أهلِ النِّفاقِ وتبديلِهم، ولذلك قال:

* * *

(٢٤) - ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ﴾ تعليلًا للمَنطوقِ، والمعرَّضُ به جَعْلُ المنافقين كأنهم قَصدوا بالتَّبديل عاقبةَ السُّوءِ كما قصدَ الصَّادقون بوفائِهم عاقبةَ الصِّدقِ، فاللَّامُ مجازٌ للعاقبةِ، فإنَّها وإنْ أمكنَ حملُها على الحقيقة بالنِّسبة إلى الصَّادقين، لكنْ لا يمكِنُ حملُها عليها بالنِّسبة إلى المنافقين؛ لأنَّ التَّعذيب لم يكن غرضًا لهم، ولا يُستعمل اللَّفظُ الواحدُ حقيقةً ومجازًا في استعمالٍ واحدٍ، فيجبُ حملُها على المجازِ؛ لأنَّ كِلَا الفريقَيْنِ مَسوقٌ إلى عاقبتِه (٢) مِن الثَّواب والعقاب.

﴿إِنْ شَاءَ﴾ إذا لم يتوبوا ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ إذا تابوا، ويجوزُ أنْ يُرادَ: يعذِّبُهم إنْ شاءَ أو يوفِّقُهم للتَّوبةِ.


(١) رواه الترمذي (٣٧٣٨) من حديث الزبير فال: كان على رسول الله يوم أحد درعان فنهض إلى صخرة، فلم يستطع فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعت النبي يقول: "أوجب طلحة". قال: حسن صحيح غريب.
(٢) في (ك): "عاقبة".