للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾ عن الحرام.

﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ بقلوبهم وألسنتهم.

﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً﴾ لِمَا اقترفوا مِن الصَّغائرِ التي لا يخلو الإنسان منها بحكم البشريَّة، لأَنَّها مكفِّراتٌ ﴿وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ على الطَّاعات.

رُويَ أنَّ أزواجَ النَّبيِّ قلْنَ: يا رسولَ اللهِ، ذَكَرَ اللهُ الرِّجال في القرآن بخيرٍ، فما فينا خيرٌ نُذْكَرُ به؟ إنَّا نخافُ أنْ لا يُقبَلَ منَا طاعةٌ، فنزلَتْ (١).

وقيل: لَمَّا نزلَ فيهنَّ قال نساء المسلمين: فما نزل فينا شيء؟ فنزلَتْ (٢).

وعطفُ الإناثِ على الذُّكورِ ضروريٌّ؛ لكونهما صنفَيْن مختلفَيْن تحتَ جنسٍ واحدٍ، فلا بُدَّ مِن توسيط (٣) العاطف، وأمَّا عطف الزَّوجَيْنِ على الزَّوجَيْنِ لتغايُرِ الوصْفَيْنِ فليس بضروريٍّ، وإلَّا لَمَا تُرِكَ في قوله: ﴿مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ﴾ [التحريم: ٥]، وفائدتُه الدِّلالة على أنَّ إعداد (٤) المُعَدِّ لهم للجمع بينَ هذه الصِّفات (٥).


(١) روى الإمام أحمد في "مسنده" (٢٦٦٠٣) عن أم سلمة زوج النبي ، تقول: قلت للنبي : ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني منه يومئذ إلا ونداؤه على المنبر، قالت: وأنا أسرح شعري، فلففت شعري، ثم خرجت إلى حجرة من حجر بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول عند المنبر: " يا أيها الناس، إن الله يقول في كتابه: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾، إلى آخر الآية، ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾. ورواه بنحوه النَّسَائِيّ في "الكبرى" (١١٣٤٠) و (١١٣٤١).
(٢) روى نحوه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣/ ١١٦)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٨/ ٢٠٠) عن قتادة.
(٣) في (ف): "توسط ".
(٤) في (م): "ما أعد لهم المعد لهم".
(٥) في هامش (ع) و (ف) و (م) و (ي): "فهو من باب ﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾، لا من باب: ﴿فَأَنَّ=