للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وزيادة ﴿عَلَيْكَ﴾ لتضمين (١) معنى الحبس؛ أي: احبسها ولا تطلِّقْها (٢).

﴿وَاتَّقِ اللَّهَ﴾ في أمرِها، ولا تطلِّقها تعلُّلًا بتعظُّمِها (٣) وتكبُّرها.

﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾ مِن نكاحِها إنْ طلَّقها زيدٌ، وهو الذي أبداه الله تعالى ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ﴾؛ أي: قالَةَ (٤) النَّاسِ بأنَّه نكحَ امرأةَ ابنِه.

و (تخفي) عطف على ﴿تَقُولُ﴾.

﴿وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ حال، أي: حقيقًا في ذلك أنْ تخشى اللهَ، أو اعتراض، أي: واللّهُ أحقُّ أنْ تخشاه في كلِّ حالٍ.

ويجوزُ أن يكون الواو في ﴿وَتُخْفِي﴾ واو الحال على: وأنت تُخفي؛ أي: تقولُ: أمسك مُخْفِيًا في نفسِك ما الله مبديه.

وكذا في ﴿وَتَخْشَى﴾ يحتمل العطفَ، أي: تجمع بين أن تقولَ وتُخفي وتَخشى، والحال، أي: تخفي في نفسك خاشيًا قالة (٥) النَّاسِ فيك.


= وقال أيضا: وأصحُّ ما في هذا ما حكاه أهلُ التفسيرِ عن عليِّ بن الحسينِ : أنَّ اللهَ تعالى كان أعلمَ نبيَّه أنَّ زينبَ ستكونُ من أزواجِه، فلمَّا شكَاها إليه زيدٌ قال له: ﴿أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ﴾ الآية [الأحزاب: ٣٧]، وأخفَى في نفسِه ما أعلمَه اللهُ تعالى به من أنَّه سيتزوَّجُها ممَّا اللهُ مُبدِيه ومُظهِرُه بتمامِ التزويجِ وطلاقِ زيدٍ لها. قلت: رواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ١١٦ - ١١٧)، والبيهقي في "الدلائل" (٣/ ٤٦٦).
(١) في (ف): "لتضمن".
(٢) في هامش (ف) و (ي): "كما في قوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤]. منه ".
(٣) في (ف) و (ك) و (ي): "بتعظيمها".
(٤) في (ك): "قال".
(٥) في (ك) و (م): "مقالة"، وفي (ف): "حالة".