للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ ويجعلْها مكفَّرَة باستقامتكم في القول والعمل.

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ في الأوامر والنواهي ﴿فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عاشَ في الدُّنيا حميدًا، وفي الآخرة سعيدًا.

* * *

(٧٢) - ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾.

﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا﴾ الإشفاقُ: خوفٌ مع اعتناء.

﴿وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾ تقريرٌ للوعد السَّابق بتعظيم الطَّاعة، فإنَّه لَمَّا علَّقَ الفوزَ العظيم بها أراد أنْ يقرِّر أَنَّه حقٌّ لها باستعارة الأمانة لها؛ لأنَّها واجبةُ الأداء كالأمانة، وهي أنها مِن عِظَمها بحيث لو عُرِضَتْ على هذه الأجرام العِظام مع إحكامها وقوَّتها وكانت شاعرة لأبَتْ أنْ يحملنها وأشفقْنَ منها، وحملها الإنسانُ مع ضعفِ بِنْيته (١) ورخاوة قوَّته، فجدير بالقائم بحقوقِها والمراعي لها أنْ يفوزَ بخير الدَّارَين، وسعادةِ المنزِلَيْنِ، وحقَّ (٢) لمن أضاع حقوقَها وخانها أنْ يُرهق بأشدِّ العذاب، ويؤوبَ شرَّ المآب.

﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا﴾ حيثُ لم يراعِ حقوقَها، ولم يؤدِّها، ولم يفِ بها.

﴿جَهُولًا﴾ حيثُ لم يعرِفْ عظمَ قدرِها وفخامةَ شأنِها، فلم يؤدِّها، وهذا حكمٌ على الجنس بحسب الأغلب.


(١) في (ف): "بنية".
(٢) وقع في (م) سقط لوحة، وهي من قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا﴾ إلى هنا.