للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢) - ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ﴾ استعيرَ الفَتْحُ للإطلاق والإرسال، وأومأَ إلى استعارته له بقوله: ﴿فَلَا مُرْسِلَ لَهُ﴾ مكانَ: لا فاتح له.

﴿مِنْ رَحْمَةٍ﴾ تنكيرُها للإشاعة والتَّعميم؛ أي: مِن أيَّةِ رحمةٍ كانت معنويَّةً أو صوريَّةً، سماوَّيةً أو أرضيَّةً.

﴿فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾: فلا أحدَ يقدرُ على إمساكِها (١).

﴿وَمَا يُمْسِكْ﴾ قيِّد المرسَل بالرَّحمة وقُدِّمَ لأنَّها الأصل، وأُطلق الممسَك ليتناولها وغيرَها من النِّعمة والغضب؛ إشعارًا بقوله: "سبقت رحمتي على غضبي" (٢).

﴿فَلَا مُرْسِلَ لَهُ﴾ فلا أحدَ يقدرُ على إرساله.

أنَّتَ ضميرَ الاسم الأوَّل (٣) المتضمِّن للشَّرط على المعنى لتفسيره بالرَّحمة، وذكَّرَ الثَّاني على اللَّفظ لإطلاِقه.

﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾: مِن بعدِ إمساكِه.

﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾: الغالبُ القادرُ على ما يشاءُ، ليس لأحدٍ أنْ ينازِعَه في الإرسال والإمساك.


(١) في النسخ: "إمساكه".
(٢) رواه البخاري (٧٥٥٣)، ومسلم (٢٧٥١)، من حديث أبي هريرة بلفظ: "سبقت رحمتي غضبي".
(٣) في (م): "أولًا".