للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦) - ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ تذكيرٌ لبني آدمَ ما فَعَلَ بأبيهِم آدم بالإغواءِ والتَّغرير، وتحذيرٌ عن موالاتِه.

﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ بالغَ العداوة في عقائدِكم وأفعالِكم، وكونوا على حذرٍ منه في مجامعِ أحوالكم.

﴿إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ مبالغة في التَّحذير عن عداوته بتقريرها، وبيانِ غرضِه في دعوة شيعته إلى اتِّباع الهوى والرُّكونِ إلى الدُّنيا.

* * *

(٧) - ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.

﴿الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ وعدٌ لمَن أجابَه، ووعيدٌ لمن خالفه، وبنى الأمر على الإيمان والعمل الصَّالح وتركهما؛ ليقطعَ الأطماع الفارغة، ويهيِّجَ الهِمَمَ العاليةَ.

ولَمَّا ذَكَرَ الفريقيْن قرَّرَ (١) الوعد والوعيد بقوله:

* * *

(٨) - ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.

﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾؛ أي: أفمن زين له سوءُ عمله لغلبة وهمه


(١) في (ف) و (م) و (ي) و (ع): "قدَّر".