للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويَرِدُ عليه: أنَّ فيه زيادةَ تفكيكٍ في (١) الضمائر، فيتنافر النَّظْمُ الذي هو أمُّ (٢) إعجازِ القرآنِ، ومراعاتُه أهمُّ ما يجب على المفسِّر، وأيضاً المتبادِر من ﴿لَهُمْ﴾ النفعُ دون الضرر.

وقيل: محضرون إثرهم في النار.

ويأباه عبارةُ الجند، فإنَّه جمعٌ مُعَدٌّ للحرب.

* * *

(٧٦) - ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾.

﴿فَلَا يَحْزُنْكَ﴾ الفاء للسببية؛ أي: إذا علمتَ حالَهم ومآلَهم فتسلَّ (٣) ولا يَحزُنكَ ﴿قَوْلُهُمْ﴾ فيكَ: إنَّك شاعرٌ وساحرٌ وكاهنٌ وكاذبٌ - وسائر وجوهِ الأذى بالقولِ - فإنَّا مجازُوهم.

﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ تعليلٌ للنهي، وفيه وعيدٌ شديدٌ لهم، وزيادةُ تسليةٍ لرسولِ اللهِ .

فإنْ قلتَ: أَليسَ مقتضى البلاغة تقديم ﴿مَا يُعْلِنُونَ﴾ حتى يكون نظمُ الكلام على أسلوب الترقِّي؟

قلتُ: ذلك مقتضاها بحسب جليلِ النَّظر، وأمَّا مقتضاها بحسب دقيقِه، فإنَّما هو تأخيرُه حتى يكونَ لكلٍّ مِن جُزْأي الكلامِ حظٌّ مِن الاهتمام، وذلك أنَّه حينئذٍ يكون للجزء الأول اهتمامُ التقديم، وللجزء الثاني اهتمامُ التصريح، بعد الانفهامِ


(١) "في": ليست في (م).
(٢) "أم" من (ف) و (ك)، وسقطت من باقي النسخ.
(٣) في (ع) و (م) و (ي): (قيل).