للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشجرِ بالأخضر حملاً على اللفظ، وقرئ: (الخَضْراءِ) (١)؛ على المعنى.

﴿نَارًا﴾: نوعاً غريباً مِن النار؛ حيث يَحدُث ممَّا يقطر منه الماءُ، ومِن هنا ظهر وجهُ توصيفِ الشجرِ بالأخضرِ، نُقلَ عن أربابِ الحكمة: أنَّ النارَ على أربعةِ أنواعٍ: نارٌ: تَأكلُ ولا تَشرب وهي النار المعهود.

ونارٌ: تَشرب ولا تَأكل وهي نار الشجر.

ونارٌ: تَأكل وتَشرب وهي نارُ المعدة.

ونارٌ: لا تَأكل ولا تَشرب وهي نارُ الحَجَر.

﴿فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ﴾ لا تَشكُّون في أنَّها نارٌ تَخرج منه، استدلَّ بالنشأة الأولى على الثانية، ثم بانقداح النار مِن الشجر الأخضر، وهي مِن زناد الأعراب، وأكثرها مِن المَرخِ والعَفَارِ؛ يُقطع منهما غصنان مثل السَّواكين (٢)، وهما خضروانِ يَقطُر منهما الماءُ، فيُسحق المرخُ - وهو ذَكَرٌ - على العفارِ - وهو أنثى - فتنقدحُ النارُ بإذن الله تعالى، مع مضادَّة الماءِ النارَ وانطفائِها به، فمَن قدرَ على ذلك، كان على إعادةِ الغضاضةِ - فيما كان غضًّا فيبسَ وبَلِيَ - أقدرَ.

* * *

(٨١) - ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾.


(١) انظر: "الكشاف" (٤/ ٣١)، و"البحر المحيط" (١٨/ ١٤٤).
(٢) في (ع) و (ي): "يقدح منهما عصيان مثل السواكب"، وفي (م): "يقطع منهما عصيتان مثل السواكب". والمثبت موافق لما في "الكشاف" (٤/ ٣١).