للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦١) - ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.

﴿لِمِثْلِ هَذَا﴾ أي: لنيلِ مثل هذا إنْ عملوا عملًا ﴿فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ لا للحظوظِ الدُّنيويَّة المشوبة بالآلام السَّريعة الانصرام، وهذا معنى تقديم الغاية، وإيراد فاء السَّببية.

مِن عادة الله تعالى أن يَشفع الوعد بالوعيد، فلمَّا فرغ من بيان الرزق المعلوم ووصفِ أهل الجنَّة في تحادثهم وانسياقِ كلامهم إلى قصة المؤمن وقرينه، شرعَ في رزق الكافر ووصف أهل النَّار فقال (١):

(٦٢) - ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾.

﴿أَذَلِكَ﴾؛ أي: أذلك الرّزق المعلوم الموصوف ﴿خَيْرٌ نُزُلًا﴾ نصب على الحال.

والنُّزلُ: الرِّزقُ الذي يُعَدُّ للنَّازلِ تكرمةً له، ويجوز حمله على المعنى الحاصل على أَنَّه نصب على التَّمييز.

﴿أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾: شجرةٌ صغيرة الورق مُنْتِنَةٌ مُرَّة حرِّيفة تَنبت بتِهامة، سمِّيت به الشَّجرة الموصوفة.

وفيه أنَّ الرِّزقَ المعلوم وما ذكر معه من النَّعيم لأهل الجنَّة بمنزلة ما يُقام للنَّازل، وما وراءه من اللَّذات بعد إقامتهم لا يدخل تحت الوصف، وكذلك شجرة الزَّقُّوم وما ذُكِرَ معه.


(١) "فقال" سقط من (م) و (ي) و (ع).