للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦٣) - ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ﴾.

﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ﴾: محنةً وعذابًا لهم في الآخرة، أو ابتلاءً وامتحانًا لهم في الدُّنيا، حيث قالوا لَمَّا سمعوا أنَّها في النَّار: كيفَ يكون ذلك في النَّار، والنَّار (١) تحرق الشَّجر؟! ولم يعلموا أنَّ مَن قَدر على خلقِ حيوانٍ يعيشُ فيها ويلتذُّ (٢) بها كالسَّمندر (٣)، فهو قادر على خلق شجرٍ فيها وحفظه من إحراقها.

(٦٤) - ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾.

﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ وقرئ: (نابتة) (٤) مكان ﴿تَخْرُجُ﴾.

قيل: منبتها في قعر جهنَّم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.

(٦٥) - ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾.

﴿طَلْعُهَا﴾ الطَّلعُ: ما يطلع أوَّلًا من النَّخلة عند إثمارها، وهو كمام ثمرها.

﴿كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ استُعيرَ الطَّلع من حمل النَّخلة لحمل شجرة الزَّقُّوم، وشُبِّهَ برؤوسِ الشَّياطينِ دلالة على تناهيه في الكراهة وقبح المنظر؛ لأنَّ استقباح الشَّيطان وكراهة منظره أمرٌ راسخٌ في طباع النَّاس، وهذا تشبيهٌ تخييليٌّ.


(١) في (ك): "وهي".
(٢) في (م) و (ي) و (ع): "ويتلذذ".
(٣) انظر ما تقدم فيه عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ﴾ [الإسراء: ٦٠].
(٤) نسبت لعبد الله بن مسعود . انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٨٧).