وأصحَابُ السَّعيرِ: الشَّياطينُ؛ لأنَّ إعدادهُ كان لهم، لا كُلُّ مَن دَخلَ فيه، وقد أُشيرَ إلى ذلك في سياقِ كلامِهم حيثُ قيل: ﴿فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ ولم يُقل: مِن أصحابِ السَّعيرِ، فلمَّا فَصَلَ فيه بينهم وبَيْنَ أصحابِ السَّعيرِ كان أصلُ الكلامِ: فسُحقًا لهم ولأصحَابِ السَّعيرِ، وإنَّما عَدلَ عنه إلى ما ذُكرَ؛ تغليبًا لأصحاب السَّعيرِ عليهم؛ للتَّحقِيرِ والتَّقلِيلِ، والمُبالغةِ في التَّهدِيدِ على وجهِ الإيجازِ، ومَن وَهَمَ أنَّ الإيجازَ نُكتةٌ أُخرَى للتَّغلِيبِ فقَدَ وَهِمَ، فإنَّ كُلًا مما ذُكرَ يَتيسَّرُ بدُونِ التَّغليبِ، إلَّا أنهُ لا يكونُ على وَجهِ الإيجَازِ.