للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مَن تقدَّمَ ذِكرهُ، وأمَّا إذا كان للرُّوحِ والمَلائكَةِ خاصَّةً، فلا يتَمشَّى أمرُ التَّوكيدِ إلَّا على أصلِ الاعتِزالِ، بأنْ يُقالَ: إنَّ هؤلاءِ الذين هم أشرَفُ الخلائقِ وأقرَبهُم مِن (١) اللّهِ تَعالى مَنزلةً إذا لم يَقدِروا أنْ يَتكلَّموا (٢) بما يَكونُ صَوابًا كالشَّفاعةِ لمنِ ارتَضى إلَّا بإذنِهِ؛ فكَيفَ يملِكهُ غَيرهُمْ (٣)؛ لأنَّ مَذهبَ أهلِ السُّنةِ أنَّ خَواصَّ الإنسَانِ أشرَفُ الخَلائقِ؛ وأَنَّهم أفضَلُ مِن خواصِّ المَلائكةِ.

* * *

(٣٩) - ﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا﴾.

﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ﴾: الثَّابتُ وُقوعهُ لا مَحالةَ.

﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ﴾: إلى ثَوابهِ ﴿مَآبًا﴾: مَرجِعًا بالعَملِ الصَّالحِ.

* * *

(٤٠) - ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾.

﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا﴾ هو عذابُ الآخِرةِ، وقرَّبهُ لتَحقُّقهِ لأنَّ فيَ ما هو آتٍ قَريبٌ، ولأنَّ مَبدأهُ المَوتُ.

﴿يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ﴾ مُؤمنًا كان أو كَافرًا، هذا هو المُطابقُ لِمَا سَبقَ مِن وَصفِ يومِ الفَصلِ بما اشتَملَ على حالِ الفَرِيقينِ.


(١) في "ب": "إلى".
(٢) بعدها في (ب): "إلا"، وهو خطأ. انظر: "تفسير أبي السعود" (٩/ ٩٤)، و"روح المعاني" (٢٨/ ٢٤٢).
(٣) انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٩١).