للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿كُنْتُ تُرَابًا﴾ أي: حِينَ مِتُّ كما كان سَائرُ الحَيواناتِ؛ فإنَّ الإنسانَ مَخصُوصٌ مِن بينِها بالرُّوحِ الباقِي بعدَ المَوتِ، وهذا وَجهُ ما قِيلَ: يُحشَرُ سائِرُ الحَيواناتِ للاقتِصاصِ، ثُمَّ تُردُّ تُرابًا، فيودُّ الكافِرُ حَالها (١)، لا ما تُوهِّمَ (٢) مِن أنَّ كانَ بمَعنَى صارَ، واللهُ أعلمُ بالصَّوابِ.

* * *


(١) روى عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٢٠٦)، والحاكم في "المستدرك" (٣٢٣١) - وصححه على شرط مسلم - عن أبي هريرة في قوله ﷿: ﴿أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأنعام: ٣٨] قال: يحشر الخلق كلهم يوم القيامة: البهائم، والدواب، والطير، وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول: كوني ترابًا، فذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا.
وفي صحيح مسلم (٢٥٨٢) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"، وانظر: "الكشاف" (٤/ ٦٩٢).
(٢) في (ب): "يتوهم".