للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿نَخِرَةً﴾ يُقالُ: نَخرَ العَظمُ فهُو نَخِرٌ وناخِرٌ، كقَولكَ: طَمعَ فهو طَمِعٌ وطامِعٌ، والأولُ أبلغُ، والثَّاني أشكلُ (١) لرُؤوسِ الآيِ، وقد قُرئَ بهما (٢) رِعايةً لهُما.

وهُو البالي الأجوَفُ الذي يمُرُّ به الرِّيحُ فيُسمعُ له نَخِيرٌ (٣).

* * *

(١٢) - ﴿قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾.

﴿قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ وُصفتِ الكرَّةُ بخُسرانِ أصحَابها مُبالغةً؛ أي: إنَّها إنْ صحَّتْ فنَحنُ إذًا خاسِرونَ لتكذِيبِنا بها، وهذا استِهزاءٌ مِنهُمْ (٤).

* * *

(١٣) - ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾.

﴿فَإِنَّمَا هِيَ﴾ مُتعلِّقةٌ (٥) بمَحذُوفٍ (٦)؛ أي: لا تَحسبُوا تِلكَ الكرَّةَ صَعبةً عَلى اللهِ فإنما هي ﴿زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ سَهلة هيِّنةٌ في قُدرتِهِ تَعالى.

والزَّجرةُ: الصَّرفةُ عن الشَّيءِ بالمَخافةِ، وهِي هاهنا بالصَّيحةِ لقولهِ تعالى:


(١) أي: أوفق انظر: "روح المعاني" (٢٨/ ٢٦٢). وكلمة "الثاني" سقطت من (ع) و (م) و (ي)، ووقع في (ع): "أسكن" بدل "أشكل".
(٢) قرأ بها عاصمٌ في رواية أبي بكرٍ وحمزةُ والكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ٢١٩).
(٣) في (ب): "فتسمع له نخيرًا".
(٤) حيث أبرزوا ما قطعوا بانتفائه واستحالته في صورة المشكوك المحتمِل للوقوع. انظر: "حاشية الشهاب" (٨/ ٣١٤).
(٥) في (ب): "متعلقة".
(٦) يعني بالتعلُّقِ: التعلق من حيث المعنى، وهو العطفُ، انظر: "الدر المصون" (١٠/ ٦٧٣). وقال الشهاب: أي فيه مقدّر مرتبط به معنى. انظر: "حاشية الشهاب" (٨/ ٣١٤).