للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لمَّا فَرغَ عن تَذكيرِ الحُجةِ للبعث رتَّبَ عليه الإخبارَ عما يكون عنه ذلك فقال:

(٣٤) - ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى﴾.

﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى﴾ هِي القِيامةُ، لطُمومِها على كلِّ هائلةٍ، وهي أكبرُ الطَّامَّاتِ.

وقيل: النَّفخةُ الثَّانيةُ؛ فإنَّها كُبرى النَّفخَتينِ لعُمومِ أثَرِها، بخِلافِ الأُولى فإنَّ تأثِيرهَا في الأحياءِ وَقتئذٍ.

وقِيلَ: السَّاعةُ التي يُساقُ فيها أهلُ الجنَّة إلى الجنَّة، وأهلُ النَّار إلى النَّار، ولا يُناسبُهُ التَّفريعُ عَلى ما تَقدَّمَ.

* * *

(٣٥) - ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى﴾.

﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى﴾ عندَ تَمثُّلِ الأعمالِ بصُورِها وهيئاتها على ما نَطقَ به الأحادِيثُ، وسيأتي تَفصيلهُ في سورةِ الزَّلزَلةِ (١).

وإنَّما قال: ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ لأَنَّه قد نَسيَها بطولِ العَهدِ وفَرطِ الغَفلةِ.

وهُو (٢) بَدلٌ مِن (إذا جاءت)، و ﴿مَا﴾ مَوصُولة أو مصدريَّةٌ.

* * *

(٣٦) - ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى﴾.


(١) انظرها بأدلتها وشواهدها في تفسيره لقوله تعالى: (ليروا أعمالهم)، في الآية الرابعة من رسالته: "شرح العشر في معشر الحشر"، المطبوعة ضمن "مجموع رسائل ابن كمال باشا".
(٢) يعني: ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ﴾. انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٩٧).