للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المستوي (١) فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ، والواحدُ وما وراءه، ولو قال: بينهم، لكان أوجَزَ، إلا أنه لمَّا كان القصد إلى أن يبيِّن أن لا نفرِّق بين واحدٍ وواحدٍ ذكر لفظ أحد (٢).

﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾: مذعِنون مخلِصون.

* * *

(١٣٧) - ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

﴿فَإِنْ﴾ الفاءُ لترتيب الكلام على ما تقدَّم.

﴿آمَنُوا﴾؛ أي: اليهودُ والنصارى.

﴿بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾؛ أي: بمثلِ إيمانكم، فـ ﴿مَا﴾ مصدريةٌ، و ﴿بِهِ﴾ بدلٌ من ﴿بِمِثْلِ﴾ يفيد التأكيد، وكذا الباءُ المزيدة. ويجوز أن يكون للآلة، والمعنى: إنْ تحرَّوا بطريقٍ يهدي إلى الحق مثلِ طريقكم، فإنَّ وحدة المقصِد لا تأبى تعدُّد الطرق، أو المِثْلُ مقحَمٌ كما في قوله تعالى: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾ [الأحقاف: ١٠]؛ أي: عليه، ويشهد له قراءةُ: (بما آمنتم به)، و: (بالذي آمنتم به) (٣).

﴿فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ أي: أصابوا الصراطَ السَّوِيَّ.

﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ يقال: تولَّاه؛ أي: اتَّخذه وليًّا، قال تعالى: ﴿لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة: ١٣]، وإذا وُصل بـ (إلى) يكون بمعنى الإقبال عليه، قال تعالى:


(١) في "د": (مستو).
(٢) في هامش "ح" و"د" و"ف" و"م": (صرح به صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالى: ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾. منه).
(٣) القراءتان في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٠)، و"المحتسب" (٢/ ١١٣).