للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى﴾ الإيتاء أعمُّ من الصدقة فلا يُشترط فيهما الفقرُ، وقد قفَّاه بالزكاة فانصَرف إلى المندوبات من الصِّلات، وقدَّم ذوي القُربى لأنهم أحقُّ بالإحسان، قال : "صدقتُك على المسكينِ صدقةٌ، وعلى ذوي رَحِمِكَ اثْنتان: صَدقةٌ وصِلَةٌ" (١).

﴿وَالْمَسَاكِينَ﴾: جمع مسكينٍ، وهو الدائمُ السكونِ إلى الناس لشدَّة فقره، أو الدائمُ السكونِ في البيت لعدمِ اللباس أو لعدم القوة؛ كالسِّكِّير (٢) الدائمِ السُّكر.

﴿وَابْنَ السَّبِيلِ﴾: المسافر المنقطَعُ به، وجُعل ابنًا للسبيل لملازَمته له.

﴿وَالسَّائِلِينَ﴾: المستطعِمِين.

﴿وَفِي الرِّقَابِ﴾؛ أي: في معاونةِ المكاتَبين حتى يفكُوا رقابهم، وقيل: في ابتياعِ الرقاب وإعتاقها، وقيل: في فك الأسارى.

وفي العطف بعبارةِ الجمع إشارةٌ إلى فضل التفريق إلى هذه الأنواع.

﴿وَأَقَامَ الصَّلَاةَ﴾ مفروضةً كانت أو واجبةً.

﴿وَآتَى الزَّكَاةَ﴾ المقدَّرةَ.

﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا﴾ عطفٌ على ﴿مَنْ آمَنَ﴾.

﴿وَالصَّابِرِينَ﴾ نصبٌ على المدح لبيان فضيلة الصبر في الشدائد ومَواطنِ القتال، وإظهارًا لفضل الصبر على سائر الأخلاق والأعمال.


(١) رواه الترمذي (٦٥٨)، والنسائي (٢٥٨٢)، من حديث سلمان بن عامر . وحسنه الترمذي، وله شاهد من حديث زينب زوجة بن مسعود عند البخاري (١٤٦٦)، ومسلم (١٠٠٠).
(٢) في (ح): "كالسكر"، وفي (م): "كالمسكير". وفي (د) و (ت): (كالمسكين).