للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ﴾ الحُكمِ، أو التخفيفِ (١)، فتجاوَزَه (٢) بقتلِ غيرِ القاتل، أو القتلِ بعد العفو أو أخذ الدية ﴿فَلَهُ عَذَابٌ﴾ نوعٌ من العذاب ﴿أَلِيمٌ﴾ شديدُ الألم.

* * *

(١٧٩) - ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ كلامٌ كاملٌ في الفصاحة، وعالي الطبقة في البلاغة، لم يوجد أقلُّ مسموعًا وأجلُّ مفهومًا منه، مع اشتماله على الغرابة التي هي من نكت البلاغة (٣)، وذلك أن القصاص قتلٌ وتفويتٌ للحياة، فجُعل محلَّ الحياة.

وعرَّف القصاص ونكَّر الحياة وقدَّم الخبر وخصَّص الخطاب بـ (أولي الألباب) بقوله:

﴿يَاأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ إشعارًا بأنه لا يَفهم معناه إلا ذو اللُّب؛ أي: لكم خاصةً أيها العقلاءُ في هذا الجنس من الحُكم نوع من الحياة أو حياةٌ عظيمةٌ لا يُقْدَرُ قَدْرُها (٤)؛ إذ لو لم يُشْرَع، وكان (٥) ما كان في الجاهلية من قتلِ غيرِ القاتل، وقتلِ الجماعة بواحدٍ،


(١) في (م): "والتخفيف".
(٢) في (م): "فيتجاوز". وفي (ك): (فتجاوز).
(٣) في هامش (د) و (ف) و (م): "وفي عبارة الكشاف غرابة، حيث قال: كلام فصيح لما فيه من الغرابة، ورام سعد الدين إصلاحه ولم يدر أن ما ذكر تغيير لا تفسير وجرح لا شرح ولن يصلح العطار ما أفسده الدهر. منه".
(٤) في هامش (د) و (ف) و (م): "على أن التنوين [في (م): التنكير] للتنويع أو للتعظيم، والقاضي لم يفرق بينهما. منه".
(٥) في (م): "فكان".