للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال : "قلبُ ابنِ آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه على الحق، وإن شاء أزاغه عنه" (١).

وقيل: لا تبتلِ ببلايا تُزيغُ فيها قلوبنا.

﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ وإلى الحق، ويندرِجُ فيه الإيمانُ بالقسمين اندراجًا أوليًّا، و ﴿بَعْدَ﴾ نصبٌ على الظرفِ، و ﴿إِذْ﴾ في موضعِ الجر بإضافتهِ إليهِ، وقيلَ: إنهُ بمعنَى (أنْ).

﴿هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ وترشِدُنا بها إلى كل خيرٍ وصلاحٍ، وتعصِمُنا بها عن كلِّ شرٍّ وفسادٍ.

﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾: كثيرُ الهبةِ، وهي ما ليسَ على الفاعل فعلُهُ، ولا دلالة فيه على ما هو الحقُّ في الخلافيةِ المشهورةِ؛ لأنَّ المعتزلة لا ينكرونَ الإفضالَ بعدَ أداء الواجبِ.

* * *

(٩) - ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾.

﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ﴾ والمراد منَ اليومِ: واقعةُ القيامةِ، والتنكيرُ للتهويلِ.

﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾: في وقوعه.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾؛ أي: للداعين بالإجابةِ، وللمُطيعينَ بالإثابةِ، أو إقامةِ القيامةِ.


(١) انظر: "تفسير البيضاوي" (٢/ ٧). ورواه بنحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٠٤٠٧) من حديث عائشة ، والطبراني في "الكبير" (٨٦٥) من حديث أم سلمة .