للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يَدُلّ على قيمة كتاب العقيقي العلمية وأثره في المؤرخين بعده: أثره في الحافظ المزي حيث ما يكاد يذكره إلا ويلقبه بالنسابة كما نقَل عنه المزي في ترجمة لـ موسى بن جعفر بن محمد: "حيث قال: قال يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة: كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح؛ من عبادته واجتهاده" (١). وهذا النقل موافق لما جاء في كتاب أخبار المدينة، كما اتضح أثره أيضا على كل من الحافظ المؤرخ ابن حجر العسقلاني، والإمام الحافظ شمس الدين الذهبي فيما سبق.

وكما أنّ كتاب يحيى (أخبار المدينة) صار مورًا للمؤرخين من بعده، فكذلك صار مرجعًا لغيرهم من بقية أهل الفنون كالعقيدة والفقه؛ فقد نقَل عنه الإمام الآجري (٢) في كتابه كتاب الشريعة، بل ووصفه فقال:


= تحقيق: أحمد سليمان ط ١ (القاهرة: مكتبة ابن تيمية، ١٤٢٥ هـ)، ص ٢٩٨، و ص ٣٠٢، حيث نقَل ابن عبد الهادي النقلين قبل رده على السبكي.
(١) المزي، تهذيب الكمال، ج ٢٩، ص ٤٤، رقم الترجمة: ٦٢٤٧. وكذا عند ابن حجر العسقلاني في تهذي التهذيب، ج ١٠، ص ١٢. وعند الذهبي، تاريخ الإسلام، مصدر سابق، ج ٤، ص ٩٨٤.
(٢) محمد بن الحسين هو الآجري، أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله ترجم له الإمام الذهبي: الإمام، المحدث، القدوة، شيخ الحرم الشريف، أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي الآجري، صاحب التأليف، منها: كتاب (الشريعة في السنة) كبير، وكتاب (الأربعين)، وكتاب آداب العلماء، وغير ذلك، وكان صدوقا، خيرا، عابدا، صاحب سنة واتباع. مات بمكة في المحرم سنة ٣٦٠ هـ وكان من أبناء الثمانين (الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد، سير =

<<  <   >  >>