للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(هو كتاب مشهورٌ، سألتُ أبا عبد الله جعفر بن إدريس القزويني، إمامًا مِن أئمة المسجد الحرام في قيام رمضان وأحد المؤذنين، فحدثني بِهذا، وذلك أني رأيت الكتاب معه مجلدًا كبيرًا شبيهًا بِمائة ورقة، سَمِعه من طاهر بن يحيى. فيه فضل المدينة) (١)، وقد اتضح لي من نقَل الآجري خمسةُ حقائق عظيمة، عن العقيقي، من حيث نظرة طائفة من أجلة عُلماءِ الإسلام إليه، وإلى أئمةٍ مِن أهل بيتِه الأطهار، ونفي تُهمة كون العقيقي العلوي رافضيًّا؛ يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وعن تلميذه وابنه طاهر - راوي أخبار المدينة عن والده -، وبيان واقِعِ كتابِه العظيم الَمطْويّ المفقود قبل فقدانِه، وأنّه رآه الآجري في مجلد كبير شبيه بمائة صفحة، ومِن ثَمّ منزلته وقيمته العلمية عند العلماء.

فبكل ما تقدم ظهَر جليًّا أثرُ يحيى العقيقي الواضح في المؤرخين مِن بعده، بل وفي غيرهم: من حيث استكثارهم من الأخذ عنه، وخصوصًا نور الدين السمهودي الذي أكثَر جدًّا من النقل عنه (يحيى بن الحسن العقيقي


= أعلام النبلاء، بتحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، ط ٣، ١٤٠٥ هـ، مؤسسة الرسالة، ج ١٦، ص ١٣٣ وما بعده).
(١) وللوقوق على هذا النقل انظر: الآجري، محمد بن الحسين، كتاب الشريعة، المصدر السابق، ص ٧٥٦.

<<  <   >  >>